فضل الصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله
1 / ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله ، بإسناده عن عبد الله ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم : ألا أبشرك ؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي فإنك لم تزل مبشرا بكل خير . فقال : أخبرني جبرئيل آنفا بالعجب . فقال أمير المؤمنين : ما الذي أخبرك به يا رسول الله ؟ قال : أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى علي وأتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة ، و ( إن كان مذنبا ) ثم تحات عنه الذنوب كما تحات الورق عن الشجر ، ويقول الله تبارك وتعالى : لبيك عبدي وسعديك ، يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين صلاة ، وأنا أصلي عليه سبعمائة صلاة وإذا لم يتبع بالصلاة علي أهل بيتي كان بينها وبين السماء سبعون حجابا ، ويقول الله جل جلاله : لا لبيك ( عبدي ) ولا سعديك ، يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بالنبي عترته . فلا يزال محجوبا حتى يلحق بي أهل بيتي
2/ وروى أيضا باسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إذا ذكر النبي فأكثروا من الصلاة عليه فإنه من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة ، ولم يبق شئ مما خلق الله إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله عليه [ وصلاة ملائكته ] ، فلا يرغب عن هذا إلا جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله [ وأهل بيته ] 3 / - وروى أيضا عن الصادق عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا عند الميزان يوم القيامة ، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة علي حتى أثقل بها حسناته وقد تقدم البحث في أن المصلي على محمد صلى الله عليه وآله دعاءه محجوب حتى يصلي على آله ، صلوات الله عليهم أجمعين .
4/ ويؤيده : ما رواه أيضا باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلي على النبي وآله . صلوات الله عليهم أجمعين
5 / ومما ورد في فضل الصلاة على محمد وأهل بيته ، في تفسير الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى إلى جبل بالمدينة - في حديث طويل - فقال : أيها الجبل إني أسألك بجاه محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم خفف الله العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على تحريكه ، وهم خلق كثير لا يعرف عددهم إلا الله عز وجل . وقصة ذلك : قال الإمام عليه السلام : في حديث طويل قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله لما خلق العرش خلق له ثلاثمائة وستين ألف ركن ، وخلق عند ( كل ) ركن ثلاثمائة وستين ألف ملك ، لو أذن الله تعالى لأصغرهم لالتقم السماوات السبع والأرضين السبع وما كان ذلك بين لهواته إلا كالرملة في المفازة الفضفاضة !. فقال الله تعالى لهم : يا عبادي احتملوا عرشي هذا ، فتعاطوه فلم يطيقوا حمله ولا تحريكه ، فخلق الله عز وجل مع كل واحد منهم واحدا فلم يقدروا أن يحركوه فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة فلم يقدروا أن يحركوه ، ( فخلق الله بعدد كل واحد منهم مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحركوه ) . فقال الله عز وجل لجميعهم : خلوه علي أمسكه بقدرتي ، فخلوه فأمسكه الله عز وجل بقدرته ، ثم قال لثمانية منهم : احملوه أنتم . فقالوا : يا ربنا لم نطقه نحن وهذا الخلق الكثير والجم الغفير ، فكيف نطيقه الآن دونهم ؟ فقال الله عز وجل : لأني أنا الله ، المقرب للبعيد ( والمذلل للعنيد ) والمخفف للشديد والمسهل للعسير ، أفعل ما أشاء وأحكم ما أريد ، أعلمكم كلمات تقولونها يخف بها عليكم . قالوا : وما هي يا ربنا ؟ قال : تقولون " بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين " . فقالوها فحملوه ، وخف على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل قوي . ثم قال الله عز وجل لسائر تلك الأملاك : خلوا عن هؤلاء الثمانية عرشي ليحملوه ، وطوفوا أنتم حوله وسبحوني ومجدوني وقدسوني ، فاني أنا الله القادر على ما رأيتم وعلى كل شئ قدير. فقد بان لك أن بالصلاة على محمد وآله حمل الملائكة العرش ، ولولاها لم يطيقوا حمله ولا خف عليهم ثقله .
المصدر :
<H1 dir=rtl style="MARGIN: 12pt 0cm 3pt">تأويل الآيات - شرف الدين الحسيني
</H1>