س: هناك من يحاول التشكيك في حديث رد الشمس إستناداً إلى ما يلي: أولاً: إن ردالشمس يوجب الخلل في النظام الكوني.. ثانياً: إن هذا الحديث من مرويات الشيعة فقط،وهم متهمون فيما يروونه فيما يرتبط بعلي (عليه السلام).. ثالثاً: لو حصل ذلك لأخبرت عنه أمم كثيرة من غير المسلمين أيضاً. رابعاً: إن علياً (عليه السلام) لا يمكن أن يترك الصلاة.. فكيف يمكن أن نجيب على هذه الأدلة؟!
الجواب:
فإن ما ذكر ليس صحيحاً، وذلك للأمور التالية:
أولاً: إن الكون بيد خالق الكون.. وهو أعرف بما يصلحه، فإذا كان الله سبحانه هو الذي رد الشمس لعلي (عليه السلام) إظهاراً لكرامته، فهو لن يرده اويفسد الكون، بل يردها.. ويصلح الكون.
وقد تحدث الله سبحانه وتعالى عن شق القمر، وعن الإتيان بعرش بلقيس، وعن المعراج، ولم يختل النظام الكوني..
وتحدث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أن الشمس ستطلع من مغربها.. وعن.. وعن.. ولن يختل النظام الكوني أيضاً..
ثانياً: الأحاديث الصحيحة والكثيرة قد وردت بذلك، ولا ينحصر نقل ذلك بالشيعة، بل رواه أهل السنة والشيعة على حد سواء، وقداعترف الطحاوي وغيره بصحتها. ولا يزال مسجد رد الشمس ماثلاً في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الآن.. ويسمى أيضاً بمسجد الفضيخ و هناك مسجد آخر اسمه مسجد الشمس في المدينة أيضاً (راجع: وفاء الوفاء للسمهودي وتاريخ المدينة لابن شيبة).
وهناك مسجد آخر قريب من الكوفة معروف بأنه موضع رد الشمس له (عليه السلام).
وفي الروايات أنها ردت له (عليه السلام) أيضاً حين رجوعه من صفين.
ثالثاً: إن هذا الأمر إنما حصل في منطقة الجزيرة العربية، فلا يجب أن يرى ذلك جميع أهل الأرض لكي ينقلوه ويسجلوه في تواريخهم..
أضف إلى ذلك: أن كثيراً من الأقوام والأمم لم تدون لها تاريخاً تفصيلياً. ولا كانت لها حضارات قادرة على التعامل مع أحداث كهذه بما يليق بها..
كما أن هناك شكاً كبيراً في أن تكون تلك المناطق التي يمكن رؤية ذلك فيها مسكونة، إذ قد تكون من مناطق المحيطات وغيرها، مما لا مجال للسكنى فيه في تلك العصور.
رابعاً: بالنسبة لترك علي (عليه السلام) للصلاة، نقول:
هناك روايات صرحت بأنه (عليه السلام) قد صلى وهو جالس.. وهي صلاة المضطر الذي لا يقدر على القيام، تماماً كما هو الحال في صلاة المطاردة وصلاة الغريق، وكالصلاة في الأرض التي خسف بها، حيث ورد أنه لا يجوز للنبي والوصي أن يصلي بها، حين يمر بها. فلا يعني ذلك أنه إذا مر بها، أن لا يصلي أبداً،بل هو يصلي وهو ماشٍ، فإذا تجاوزها صلى صلاة المختار.
وأمير المؤمنين (عليه السلام) كان يعلم: أن الصلاة لا تترك بحال، ويعلم أيضاً أن المضطر يمكن أن يصلي من جلوس.