الاجيال تنتظر الفرج

الاجيال تنتظر الفرج


واضح أن كل جيل من الأجيال , المسلمة بالخصوص , والإمامية على وجه أخص , فإنهم يرون ويحتملون أن الزمان الذي يعيشونه هو آخر مطاف الصراع بين الحق والباطل ويؤملون الإشراقة الحقة للمهدي(عليه السلام) على المستويات كلها وعند كل طبقات المجتمع وهذا الشيء وهذا اللحاظ ملموس عند نفس كاتب هذه السطور الذي هو جزء من مجتمع , ومن خلال استقرائي للناس وجدت هذا الاعتقاد واللحاظ موجود , ويشذ عن هذه القاعدة عدة أفراد أو قل : عدة مستويات فكرية

المستوى الأول: من بات همّه كل همّه , دنياه, ماله , عمله , تجارته , واجهته لأنه يخشى أن يجرد عنها .....

المستوى الثاني : من كانت اعتقاداته غير صحيحة أصلاً , كالخوارج وأتباعهم من الوهابية (لعنهم الله ولعنهم اللاعنون) وكذلك بعض أتباع العامة من الجحوديين , والذين إذا قلت لهم قال الرسول كذا قالوا (حديث ضعيف) وإذا قلت لهم كذا قالوا (ليس بحجة) .... الخ .

المستوى الثالث : طبقة , أو شريحة من المجتمع السني أو الشيعي اللذين قطعوا بوجود المهدي(عليه السلام) وظهوره وخوفهم وترددهم وحب الدنيا أعماهم فهم لا يبصرون , وذلك لتأثرهم بالغرب الفاشل , مادياً ومعنوياً , وكذلك جهلهم الذي كان العامل الرئيس لتمرير الأفكار الإسرائيلية الصهيونية عليهم بسهولة وخاصة تأثرهم بالزهو العلمي والتطور التكنلوجي عند الغرب بحيث أصبحوا منقادين ومتبعين ومطيعين لما يصدر من أفكار صهيونية عالمية, تشكك بظهور الإمام (عليه السلام) أو تستبعد ظهوره في هذه المرحلة أو تستبعد ظهوره كرجل إسلامي رسالي مصلح معادي لأفكار الغرب المنحرفة الأخلاقية والروحية , ومع هذا يمكن إرجاع هذا المستوى إلى المستوى الأول ورغم كل هذا وذاك تبقى راية الهدى واحدة , وراية الحق خفاقة وعالية بيد صاحب الطلعة البهية الهاشمية صاحب الصولة الحيدرية العلوية , إمامي وحبيبي وشفيعي , وإمام كل الخلائق الذي بفضل وفيض وجوده ننعم ونعيش ونأكل ونحكي و ....و .... و.... كل شيء من النعم لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم)( بالمعنى): (أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت ....) وكذلك المقولة المشهورة المنسجمة مع معنى الأحاديث الشريفة وهي : ( لو خليت قلبت ) أي لو خليت من المعصوم(عليه السلام) لماجت الأرض ولتدكدكت الجبال ولأسقطت السماء قطعاً قطعاً فعن الإمام الصادق(عليه السلام) : ( لو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة الله لساخت بأهلها) وعن الإمام الرضا(عليه السلام) : ( نحن حجج الله في خلقه , .... ولا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف , ولو خلت يوماً بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله